فضل لامية الطغرائي على دراسي العربية الأوربيين

“كان بوكوك يعمل على إصدار كتاب آخر سماه لامية العجم للطغرائي، وقد صدر بالفعل في أكسفورد. وكان هذا الكتاب على رغم أنه أصغر حجما، سببا في إثارة لم تنقطع؛ فقد كان الكتاب الدراسي الوحيد الذي قام على نشره.

ومؤلف كتاب لامية العجم هو حسن بن علي الطغرائي، من أصول فارسية، وكان يعيش في أوائل القرن الثاني عشر. كتب قصيدة لامية العجم من تسع وخمسين فقرة شعرية، تنتهي كل فقرة بحرك اللام، وهو فن يستحسنه العرب أيما استحسان، لأناقة لفظه ومضمونه الأخلاقي. قدمه يوليوس في أوروبا بوصفه كتابا مقررا باللغة العربية، عندما أصدر طبعة منه تتضمن النص العربي وحده مع بعض المعلومات التي لا غنى عنها، ودرسه في جامعة لايدن في العام 1629ØŒ وبعدها أصبح -ولا يزال- كتابا أساسيا من كتب المقررات التي يدرسها طلاب العربية. كان مغزى الطبعة كما يشرح كلارك في التصدير، أن تكون كتابا يطالع فيه طلاب العربية نصوصا ماتعة وسهلة الفهم في الوقت نفسه. كان النص العربي الذي أعده بوكوك في عشر صفحات معانا بالتشكيل، وترجمة حرفية إلى اللاتينية على الصفحات المقابلة. وأما سائر صحائف الكتاب التي بلغت ثلاثا وثلاثين ومئتي صحيفة فقد توافرت للتعليقات والشروح التي قصد منها إفادة الطالب المبتدئ؛ فكل كلمة في الأغلب، كانت مشروحة بما فيها مصطلحات مثل: أبو. كانت أغلب التعليقات نحوية ومعجمية، مع إحالات كثيرة إلى كتاب النحو العربي لإربنيوس، والمعاجم التي أعدها كل من رافلنغيوس ويوليوس، وكذلك معاجم وتفسيرات أخرى باللغةالعربية تفسر القصيدة وتشرحها. وهذا ليس معناه أن الموضوعات الأكاديمية المتعمقة كانت غائبة؛ فقد كان الكتاب يحفل بالكثير من الأحالات العرضية إلى مؤلفين عرب ربما لم يكن في طاقة الطالب المبتدئ قراءة كتبهم، وهذه تقع في صلب سلسلة المحاضرات التي كان بوكوك يلقيها بانتظام شديد في الجامعة عن القصيدة”ØŒ 76-77.

Related posts

Leave a Comment